أولا تفسيرا للمبتدئين - "باندا" هو اسم يطلق على الكود الداخلي لمحرك البحث جوجل, لسلسلة طويلة من التحسينات المهمة لمنهج التصنيف في محرك البحث جوجل, في نسخته الامريكية, الانجليزية, والنسخ الاخرى من جميع اللغات في العالم, هدف هذه التحسنيات هي التمييز بين المحتوى الجيد والغني الاصلي - وبين المحتوى المنقول او المنسوخ المنخفض في صفحات الانترنت.

لماذا "باندا"؟ السبب هو ان واحدا من أبرز المهندسين في المشروع هو عالم هندي الجنسية يدعى نافنيت باندا (Navneet Panda), الحاصل على شهادة الدكتوراة في علوم الحاسب وبريده الالكتروني في جوجل هو panda@google.com.

بداية الباندا كانت في نهاية عام 2010: تعرض انذاك جوجل لموجة كبيرة من الاشاعات السلبية في الصحافة الامريكية, تحديدا عن تدهور جودة نتائج البحث في محركها, مصدر هذه السمعة لم تكن واضحة تماما, وربما يكون نتيجة المسعى في العلاقات العامة من جهة المنافس الوحيد محرك البحث لشركة مايكروسوفت بينج (والذي خسر ما يقارب الـ 5 مليارات دولار حتى يومنا, وذلك بسبب المنافسة القوية ضد المحرك الأقوى في العالم جوجل)

أوضح اثنين من مهندسي جوجل ان باندا في الواقع هو تصحيح الحالة الناجمة بعد تحديث الكافيين, ما حدث في "كافيين"؟ في عام 2010 تحسنت سرعة البحث ووتيرة الفحص, ببساطة أكثر, جوجل اليوم تستطيع فحص صفحات اكثر بوقت أقل مما كانت عليه قبل الباندا, ذلك ما يعني ان جوجل يمكنها عرض نتائج بحثه بمحتوى جديد للغاية, أي ان بمقدرة جوجل اظهار نتائج بحث لصفحات تم كتابتها قبل بضع دقائق من اظهارها في نتيجة البحث.

التحسين في النوعية والكم الهائل الذي احدثه "الكافيين", والذي هو بمثابة تطوير البنية التحتية الأساسية لمحرك البحث جوجل, سبب في مضاعفة وزيادة كبيرة للصفحات في مخزن أو ارشيف البحث, ولا سيما السماح لصفحات ذات محتويات جديدة الظهور في أعلى النتائج بشكل أسرع. اما احدى النتائج الغير متوقعة من تحديث الكافيين, انه غمر وأغرق فهرس محرك البحث بالصفحات ذات المحتوى المنسوخ والمنقول والتي ينشرها اصحابها بشكل سريع, مما سبب لعدد لا نهائي من المحتويات المتطابقة والتي حصلت على نتائج عالية في محرك البحث.

في كانون الثاني 2011, قامت جوجل ببذل جهد كبير في التعامل مع الانتقادات, في 24 فبراير 2011 اعلنت الشركة عن التغيير الذي أثر في 12% من عمليات البحث في الولايات المتحدة, وفي ابريل 2011 اتسع الباندا ليشمل جميع عمليات البحث باللغة الانجليزية في العالم, وفي اغسطس الماضي وصل الى دول ولغات مختلفة غير الانجليزية, حيث ينن تلك الفترة ويومنا هذا كان هناك ما لا يقل عن 7 تحديثات "باندا" متميزة ومختلفة.